الاستاذ المحامي حاتم السر علي
الموقع الشخصي للأستاذ
لم شمل الحزب الاتحادي وعودة الميرغني وعلمانية الدولة

حاتم السر في حوار مع (بلاد النيلين) حول “لم شمل الحزب الاتحادي وعودة الميرغني وعلمانية الدولة”

Share on facebook
الفيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on whatsapp
الواتسآب

كشف القيادى البارز بالحزب الاتحادى الديمقراطي الأصل، حاتم السر المتواجد قريبا من رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بالقاهرة في حديث لـ”بلاد النيلين”، عن جهود حقيقة مبذولة للم شمل الاتحاديين ليصبح الحزب أكثر فاعلية في الحراك السياسي الذي تشهده البلاد، وقال إن الحزب يدعم الفترة الانتقالية ويعمل على إنجاحها بهدف الوصول إلى مرحلة الانتخابات الحرة والنزيهة، وأعلن عن قرب عودة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني إلى البلاد، وأبان السر موقف الحزب من علمانية الدولة وقضايا الراهن السياسي.

ماذا عن الوحدة الاتحادية ومجهودات لم الشمل في وجود أحزاب اتحادية مسجلة؟

كما هو معلوم بالضرورة فإنّ المرحلة السابقة كانت مليئة ومشبعة بخطاب ومواقف داعية لنشر قيم الاختلاف وبث ثقافة الكراهية والعداوة بين أعضاء الكيان الواحد وكانت تغذي تلك الفتن وتشجعها دوائر معروفة لدى الجميع بتطبيقها لشعار (فرق تسد) وقد اكتوت بنار الخلاف والانقسام كل الأحزاب والكيانات ودفعت أثمانا باهظة. ولكن مع تغير الظروف وتبدل الأحوال أصبحت الدعوة للاتفاق والوحدة ونبذ الشتات والفرقة على كل لسان لاسيما وأن أسبابها قد انتهت وانتفت، وبالنسبة للاتحاديين على وجه الخصوص أصبح الإدراك عاليا في أوساطهم بحقيقة انه كلما كان الحزب موحداً يكون قوياً وقادراً على تحقيق أهدافه وحماية نفسه من الأعداء والمتربصين. وكلما كان منقسماً ومختلف غير مؤتلف يكون ضعيفاً غير قادر على أداء رسالته وغير قادر على حماية نفسه وغير قادر على تقديم انجاز يضاف إلى إنجازاته الوطنية الخالدة في تاريخ البلاد. وبحمد الله تعالي تمضي الخطوات متسارعة في ملف لم شمل حزب الحركة الوطنية السودانية ويسهر على إنجاز هذا الموضوع أشقاء وشقيقات نأمل أن تكلل مساعيهم بإيقاظ المارد من غفوته. وأقول حرام ألا نسرع في لم شمل الحزب ونعيد الأمل إلى الاتحاديين المكتوين من نار التشتت والانقسام.

طبيعة علاقة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالحكومة الانتقالية.. وكيف يتواصل مع الأحزاب السياسية الأخرى؟

حدد الحزب الاتحادي الديمقراطي، مبكرا خياراته بشأن التعامل مع الحكومة الانتقالية فاختار كحزب سياسي شرعي سوداني له قاعدة جماهيرية عريضة الترحيب بالحكومة الانتقالية والتعاون معها، وأعلن أكثر من مرة على لسان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب ونائبه السيد جعفر الميرغني إعلان دعم الحزب للحكومة الانتقالية من منطلق حرصه على إنجاز انتقال سلس وناجح بالبلاد يوصلها الى انتخابات حرة ونزيهة. وقنوات التواصل مفتوحة وأبواب التنسيق مشرعة بين قيادة الحزب وقيادة الحكومة الانتقالية ممثلة في الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه الأول الفريق حميدتي ومع رئيس مجلس الوزراء الدكتور حمدوك، اما التواصل بين الحزب والقوى السياسية السودانية فهو مستمر وغير مقطوع ومعروف ان الاتحادي الديمقراطي لديه رصيد كبير في مسيرة العمل المشترك مع الأحزاب السياسية السودانية كافة والاتحاديون ليس على قطيعة مع أي حزب سياسي سوداني وحريصون على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين الأحزاب لصالح ترسيخ الممارسة السياسية في البلاد.

ولا ننسى أنّ الاتحادي الديمقراطي الذي خبر العمل الجبهوي المشترك وكان له الدور الأساس في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، سيواصل مساعيه في هذا الإطار لدفع الحلول السياسية المطلوبة قدماً، وتوفير الأرضية المناسبة لحل الأزمات السودانية المختلفة متعاونا مع الحكومة الانتقالية ومعروف ان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني يحرص دوما على التأكيد أن “الأفق المسدود حالياً على السلام الشامل والوفاق الجامع يمكنه أن ينفتح على بوادر إيجابية إذا صفيت نوايا الجميع لتحقيق الاتفاق الشامل الذي يفضي إلى تنفيذ الإصلاحات الضرورية بالبلاد ، لأن هذا هو السبيل الوحيد لوضع السودان على طريق المعالجة الصحيحة وإعطاء الأمل لجيل الشباب للبقاء في السودان ووقف نزيف الهجرة المخيف الذي يشهد حاليا نسباً كبيرة”.

ما تقييمك لتجربة الانتقال السياسي الحالية؟

كان الحزب الاتحادي الديمقراطي، واضحًا ومحددًا عندما تبنى مبكرًا خيار الترحيب بالحكومة الانتقالية وقرر دعمها وربط ذلك بشرط عدم مشاركته فيها ونادى بجعلها حكومة كفاءات مهنية، وذلك لإدراكه بانه لا يحتاج إلى التحصين والحماية ولا يبحث عن نفوذ تحت سقف الحكومة، اما من حيث تقييم تجربة الانتقال فأنا لست مؤهلا للقيام بهذه المهمة والتقييم تكون له قيمة حقيقية اذا نبع من أرضية علمية مهنية وليست سياسية، ولكن من خلال ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي فإن أداء الحكومة الانتقالية يتعرض لانتقادات شديدة وبالرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تتبع قواعد مهنية موثوقة الا انها تعطي مؤشرا عاما وقد انحصرت معظم انتقاداتها لأداء الحكومة الانتقالية في ان غالبية المسؤولين في الحكومة ضعيفي الخبرة في العمل العام وبعضهم يجهل مهام الحقيبة الوزارية التي كلف بها لدرجة انه ليس هناك وزير واحد مرضي عنه شعبيا.

حدثنا عن صحة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني.. ومتى سيحين موعد عودته للبلاد؟

مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب مرشد الختمية، ولله الحمد والشكر فهو بكامل صحته وعافيته ويتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة داخل الاتحادي الديمقراطي والطريقة الختمية وعلى تواصل دائم مع الناس في السودان يشاركهم في أفراحهم واتراحهم وديوانه في القاهرة مفتوح واستقبالاته للزوار لم تتوقف ومشاركته في المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية على قدم وساق وعودته للسودان وشيكة بعد اكتمال بعض الترتيبات.

هناك من يرى أنّ مشاركة حزبكم في حكومة النظام البائد أثرت على جماهيريتكم.. ما ردك؟

الحزب وافق على الدخول في مشاركة بحكم اتفاقية سلام بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة رعتها جمهورية مصر الشقيقة (اتفاقية القاهرة) وفرضتها تقديرات حزبية تنظيمية، وسندتها قوى إقليمية ودولية معتبرة، وكان هدفها كما تابعنا مصلحة الوطن والمواطن. أؤكد على النقطة الأهم: إيمان الاتحادي الديمقراطي بمصلحة الوطن، وأن الحوار الذي يسع الجميع والاتجاه نحو تطبيقه بحذافيره، واحداث تغيير في تركيبة الحكم وفي النهاية إجراء انتخابات عامة كان يفترض أن تقام في 2020، كان هذا هو المدخل لمشاركة الحزب من أجل التغيير، والمثير أن بعض من هاجموا وزايدوا على الحزب ، كانوا شركاء للإنقاذ قبل الاتحادي الديمقراطي ونذكرهم بقول السيد المسيح «من كان منكم بلا مشاركة فليرمي الاتحادي بحجر».من حق كل حزب ان يتبن ما شاء من أراء، بشرط أن يعامل كل موقف بظروفه المحيطة، فلتحبوا الاتحادي أو تكرهوه ، لكن لا تنكروا حقه كقوي سياسية ، قدمت تضحيات ونضالات وشهداء من أجل الحرية والتغيير والسلام ، والأهم، من كان منكم بلا مشاركة فليرمه بحجر ولا أريد أن أعدد ولا ارغب في الدخول في تفاصيل هذا الامر لأنه مدرك ومعروف لدي الكافة.

موقف الحزب الاتحادي الديمقراطي من علمانية الدولة على خلفية اعلان المبادئ الأخير الموقع مع عبدالعزيز الحلو؟

حسب علمي أنّ الذي جرى التوقيع عليه في جوبا بين السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي والقائد عبدالعزيز الحلو هو بيان مشترك بين الطرفين وبرتوكولات تعاون ثنائي بين القطاعات المتماثلة لدى الطرفين، ولكن الملاحظ انه جرى تصوير ما تم بأنه تخلي عن الإسلام وعمل ضد الدين وهذه مزايدة رخيصة تهدف لتشويه الصورة وتضليل الرأي العام ولا يأبه لها الحزب وقد واجه مثل هذه الحملة الجائرة من قبل عندما وقع الميرغني مع قرنق اتفاقية السلام السودانية 16 نوفمبر 1988م .وثوابت الحزب لمن يرغب في معرفتها فهي موجودة وقائمة وحزبنا هو اول من تبنى مشروع الدولة الوطنية لا علمانية ولا دينية بل دولة وطنية مية المية تقوم على المواطنة باعتبارها الأساس للحقوق والواجبات بلا تفرقة دينية أو عرقية أو مناطقية أو ثقافية بين أبناء الوطن الواحد.