الاستاذ المحامي حاتم السر علي
الموقع الشخصي للأستاذ

الفريق عبدالرحمن سعيد .. ظلم حياً وميتاً!!

Share on facebook
الفيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on whatsapp
الواتسآب

 

انتابتنا أجواء من الحزن المقيم والأسي الذي لا ينسي علي إثر سماعنا المتأخر بالنبأ الأليم لرحيل الفريق مهندس ركن عبدالرحمن سعيد نائب رئيس هيئة الاركان عمليات بالجيش السوداني قبل انقلاب الانقاذ ونائب رئيس التجمع الوطني الديمقراطي الوعاء الجامع للمعارضة السودانية (١٩٨٩ _ ٢٠٠٥م) الذي وافته المنية يوم الاثنين ١٣ فبراير ٢٠٢٣م عليه رحمة الله ومغفرته ورضوانه وتتنزل علي قبره ومثواه شآبيب رحمة مولاه .
رحل طيب القلب تاركا قلوب معارفه واصدقائه وجنوده وأهله مكلومة منفطرة وترك في العيون دمعة وفي النفوس غصة وفي الخاطر ذكريات جميلة لسنوات طويلة جمعتنا به تجاوزت العقدين من الزمان موزعة ما بين السودان ومصر وارتريا وجنوب السودان وكينينا واثيوبيا تخللتها اعتقالات ومنافي ومعسكرات ومناطق محررة ومفاوضات واجتماعات معارضة ومؤتمرات وزيارات لبعض الدول ونشهد بان الفقيد العزيز كان علي طوال هذه المسيرة وما تخللها من أحداث حزينة وسعيدة كان مدرسة قائمة بذاتها تمثل حسن القيادة وكان في أصعب الظروف قمة في التوازن والمسؤولية وقد تميز عن أقرانه الآخرين بابتعاده عن الحقد والكراهية وتخصيص مساحة في قلبه تتسع للجميع علي اختلاف توجهاتهم وهكذا هي دوما الروح الرفاقية والابوية
نبأ رحيل الفريق عبدالرحمن المؤلم والحزين دفعني دفعا لكتابة هذه السطور الحزينة لا لأقول وداعا وحسب، وانما لأقر بتقصيرى وعدم قدرتي علي الاحاطة والحصر بمناقبك ومآثرك ومواقفك فهي أوسع وأكبر من أن تحصرها هذه السطور، فلك قصص تحكي، وروايات تروي، ومواقف
تذكر فقد كنت متعدد الجوانب وواسع العلاقات .وتاريخك حافل ومجدك أصيل منذ أن كنت صبيا يافعا كما كان يشجينا ويحكي لنا صديق طفولتك ورفيق شبابك الذي سبقك الي دار البقاء الاستاذ ابراهيم عبيد حسن تتري عليه رحمة الله .اذن الكل يشهد بانك كنت هامة وطنية وقامة نضالية وشخصية عسكرية وخبرة سياسبة واعطيت لوطنك ولم تستبق شيئا وأسهمت اسهاما وفيرا في النضال الوطني من اجل الديمقراطية والسلام وتحكي سنوات حياتك فصولا من المواقف والأدوار الوطنية والانسانية المشرفة والتي كنت بسببها ألح عليك كثيرا وادعوك لتدوينها في مذكراتك العسكرية والسياسية لتحكي عن الكثير المثير لكنك كنت ترفض وتأبي بشدة وأذكر تماما تعليقك لي في احدي المرات قائلا : (لا أريد أن أكون مثل فلان وفلان الذين كتبوا مذكرات نسبوا فيها لأنفسهم ما لم يقوموا به ومنحوها ما لا يستحقونه ) وهكذا كان دوما الفقيد العزيز
متواضعا وزاهدا وناسكا في محراب الوطن .
لقد رحل الفريق عبدالرحمن سعيد (١٩٣٩ _ ٢٠٢٣) بعد حياة مشرفة لكل وطني غيور علي بلده وأهله ،وكتب اسمه في سجل الرواد الخالدين، كقائد عسكري فارس ،وزعيم سياسي ناجح، وبالرغم من ذلك نشهد بانه ظلم حيا وظلم ميتا!! والشاهد علي ذلك اني بعد أن سمعت متأخرا بنبأ رحيل الفريق عبدالرحمن لجأت الي إستخدام محركات البحث لأقف علي ما فاتني من نشر بخصوص الرحيل فكانت صدمتي كبيرة من قلة ما كتب عنه فلم أعثر الا علي كلمة يتيمة باكية حزينة ألقاها مولانا الشيخ الدكتور صلاح سرالختم الامين العام لهيئة الختمية وامام وخطيب مسجد مولانا السيد علي الميرغني في مجلس العزاء ومقال رثاء مكتوب بحبر الوفاء بقلم الاستاذ الدكتور الواثق كمير وبعض سطور متواضعة عن جانب من سيرته العسكرية صادر من مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة !! والتمست العذر للآخرين علي هذا التقصير وارجعت سبب عدم الاهتمام الي مفارقة معظم الاعلاميين والصحافيين الذين يعرفون الفريق عبدالرحمن الحياة والبقية الباقية منهم تقاعدوا للمعاش ،كما أن العسكريين الذين يعرفون قدر ومقام ورمزية وتاريخ الفريق عبدالرحمن في المؤسسة العسكرية قد قضي غالبيتهم نحبهم ومن بقي منهم حالهم يغني عن سؤالهم ،أما جيل السياسيين الذين عاصروا الفريق عبدالرحمن وعملوا معه أيام المعارضة للانقاذ بقيادة التجمع الوطني الديمقراطي فحالهم ليس بأفضل من حال من سبقوهم،حيث لم يتبق منهم في المشهد والملعب الراهن سوي قلة مشتتة ما بين الكتل وموزعة ما بين التحالفات،اثنان في الحرية والتغيير المجلس المركزي ( كمال اسماعيل/ياسر عرمان) وآخران في الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية (مني اركو/ معتز الفحل) وآخرين مثل مبارك الفاضل والتجاني السيسي والتوم هجو والشفيع خضر مبعثرين في مواقع أخري ويبدو لي أن الجميع كانوا في شغل شاغل مع ملف العملية السياسية والولادة القيصرية المتعثرة لحكم ما تبقي من الفترة الانتقالية ،ورغم ذلك فان عشمنا لم ينقطع في أن يبادروا لاقامة تأبين يليق بالفقيد العزيز ويوضح الادوار الوطنية المهمة التي اضطلع بها لصالح الوطن والمواطن .وبذلك نكون جميعا قد ساهمنا في رفع الظلم الذي لحق بالفقيد حيا وميتا !!ولو كان الفريق عبدالرحمن سعيد لاعب كرة، أو مطربا نصف مشهور أو لصا أو سارقا أو منافقا لوجد من يبادر بكتابة قصة حياته بالكامل متي وأين ولد؟ ماذا أحب وماذا كره؟ ماذا أكل وماذا شرب ؟ أين نام ومتي قام ؟؟ ويقع علي عاتق أصدقاء وزملاء ومعارف وأهل الفريق عبدالرحمن سعيد عبء الحرص علي التوثيق لسيرة الرجل ومسيرته فهي بمثابة جزء مهما من تاريخ السودان السياسي والعسكري ينبغي الا يهمل والا يدخل سراديب النسيان!! ولو لم يؤسس الفريق عبدالرحمن سعيد مع صديقه ورفيقه الراحل الفريق فتحي احمد علي قائد الجيش السوداني وبقية رفقاء السلاح من الضباط والصف ضباط والجنود الوطنيين تنظيم القيادة الشرعية لمنازلة انقلاب الانقاذ عسكريا لكفاه ذلك ولأدخله التاريخ من أوسع أبوابه.فما بالنا بجلائل الاعمال والمهام الجسام التي أداها علي أكمل وجه لصالح البلاد والعباد.
ويشهد كل من يعرف الفريق عبدالرحمن سعيد بانه كان أبا للصغير وأخا للكبير وصديقا للجميع ووفيا ومخلصا ومحبا لاصدقائه ومعارفه يتألم لآلامهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم ولا تكتمل سعادته الا باسعادهم ،انه رجل الأخاء والوفاء ورفيق المحبة والمودة الذي يندر وجود نظير له في هذا الزمان الممتليء بالعجائب والغرائب.وأذكر بهذه المناسبة اتصاله الهاتفي بي في سبتمبر ٢٠٢٢م وكنت وقتها خارج البلاد ، وتفاجأت به رغم ظروفه الصحية والعمرية مبادرا يسأل عن صدبق مشترك( …… ) قال لي انه قرأ خبرا مزعجا متداولا في الوسائط عن وفاة صديقنا (…..)!! وأردف قائلا: زادت شكوكي عندما حاولت كثيرا الاتصال به هاتفيا ولكن هاتفه ظل مغلقا لا يستجيب،وبدوري طمأنت الفقيد الراحل بان صديقنا بخير وأن الخبر كاذب. وحينها استصغرت نفسي واحتقرتها في تقصيرنا مع الناس، وزاد احترامي لوفاء هذا الرجل الذي اصبح عملة نادرة في هذا الزمان.
لعله من نافلة القول التأكيد علي أن الفقيد العزيز الفريق عبدالرحمن سعيد قد حقق نجاحا باهرا في مجاله العسكري تبوأ به الزعامة والريادة العسكرية التي لا يختلف حولها أثنان فقد كان من أكفأ وأشحع الضباط ووصل الي أعلي الرتب بالكفاءة والجدارة وهذا الجانب يشهد به من زاملوه أو عايشوه عسكريا.أما زعامته السياسية فقد ظهرت في أسمي صورها عندما تصدى مع زميله ورفيقه وصديقه الفريق أول فتحي احمد علي القائد العام للحيش السوداني وأسسا سويا تنظيم القيادة الشرعية للجيش السوداني وأعلنا معارضتهما المسلحة للانقاذ .ومؤكد ان نشاط الفقيد في قيادة المعارضة السودانية ووصوله الي موقع نائب رئيس التحمع الوطني الديمقراطي نائبا لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني ورئيسا للاجتماعات التي كان من أبرز حضورها الدكتور جون قرنق والسيد الصادق المهدي والاستاذ فاروق ابوعيسي والدكتور منصور خالد والزعيم دريج والاستاذ التجاني الطيب واليابا جيمس سرور والدكتور باسفيكو لادو لوليك والاستاذ فتحي شيلا والقائد فاقان أموم والعميد عبدالعزيز خالد والمهندس هاشم محمد احمد والبروف تيسير محمد علي والدكتور شريف حرير والقائد مني اركو مناوي والاستاذ عبدالواحد محمد نور والسيد مبارك الفاضل ومبروك مبارك سليم وموسي محمد احمد والاستاذ عتيق والشيخ سليمان بيتاي وآخرين .بلا شك تلك التجربة قد اضافت للفقيد رصيدا سياسيا كبيرا وجعلت منه اسما له رنينه الخاص بين المعارضين للانقاذ وعاش زمانه مناضلا جسورا.
لم تكن السياسة من بين هوايات الفريق عبدالرحمن ولذلك لم يمارسها وحصر نفسه في المجال العسكري وفضل طوال سنوات عمله بالجيش السوداني ان يكون مهنيا حزبه (الكاكي) وابتعد تماما عن اقحام نفسه في الحياة الحزبية وذلك بالرغم من انه يعتبر سليل اسرة عريقة في انتمائها للختمية والاتحادي الديمقراطي وحافظ علي ذلك الوضع الي أن أحيل للتقاعد للمعاش. وبعد حين طرأ ما دفعه لتغيير هذا المسار الذي ألزم نفسه السير فيه الي أن تقاعد للمعاش. أثرت في نفسه الطريقة المهينة التي تم اعتقاله بها وحبسه في سجن كوبر مع المعتقليين السياسيين المدنيين وهو العسكري صاحب الرتبة الرفيعة التي يستوجب اعتقالها مراعاة اجراءات معينة تجاهلتها سلطات الانقاذ عمدا بغرض اذلاله!!، ولذلك صمم علي معارضة نظام الانقاذ بكل الوسائل والطرق الممكنة وبمجرد مغادرته للسودان انخرط في صفوف المعارضة وتبوأ ارفع المواقع السياسية معلنا انه قد آن الأوان لتحالف السياسة مع العسكرية لهزيمة الانقاذ.
كانت للفريق عبدالرحمن سعيد رحمه الله مزايا نادرا ان تجتمع في شخص واحد،فقد تميز بالوسامة والوجاهة والأناقة،وكان لا يتهاون في بروتوكول اللبس لذلك تجده دوما محافظا علي ارتداء البدلة الكاملة أو الجاكيت أو السفاري وكان منضبطا ويكره الفوضي ولا يجامل في لفت النظر والتنبيه علي الخروج عن البروتوكول وأدلل علي ذلك بموقف حضرته وعايشته حيث كنا ذات مرة ضمن وفد برئاسته لزيارة احدي عواصم الدول العربية وكانت عادته أن يكون أول شخص في بهو الفندق استعدادا للتوجه الي مكان الاجتماع ورأي أحد أعضاء الوفد مرتديا بدلة بدون ربطة عنق (كارفتة) فنادي علي أحد المرافقين للوفد وقال له يا فلان نبه أعضاء الوفد وبالذات فلان يلبسوا
كرفتاتهم او الزي السوداني الكامل.ومرة كنا في اجتماع للتجمع الوطني الديمقراطي بفيلا طيبة مقر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بمصر الجديدة بالقاهرة وكانت الموبايلات غير مغلقة ورنين اجراسها يقطع الافكار فما كان من الفريق الا وأن قام باصدار تعليماته بوضع التلفونات علي الصامت ومنع الرد عليها اطلاقا خلال الاجتماعات واصبحت سنة متبعة يعود فضلها للفريق. وبعد انتهاء ذلك اللقاء اذكر لقد بقينا نحن مجموعة صغيرة من مكتب مولانا السيد يتقدمنا مولانا شيخ سيف اليزل ملتفين حول الفريق أمام سور الفيلا منتظرين (حليم) يأتي اليه بالسيارة ليقله الي مدينة الرحاب ،فقام الفريق ملاطفا لنا قائلا انتو يا خلفاء جنيتوا وللا شنو !! ليه عاملين نغمات تلفوناتكم أغاني وموسيقي !! ان كان لابد أعملوها مدائح وللا ناسين انكم شغالين مع منو !! في اشارة الي مقام ومكانة مولانا السيد الروحية والدينية التي كان الرجل يعطيها حقها تماما.
كان الراحل مستحقا للاحترام والعرفان لما استجمع من مزايا ومكارم السودانيين الأصلاء العظماء، فأينما حل يحاط بالتكريم وفي كل الفعاليات والمناسبات التي يحضرها يتم التعامل معه بتقدير خاص.ويعد الفقيد الراحل من السياسيين السودانيين القلائل الذين امتازوا بعزة النفس وعفة اليد ولم تدور حوله شائبة تهمة التخابر او العمالة لصالح اي دولة او منظمة نظير مقابل ايا كان نوعه. وبوطنيته العالية كان عصيا علي الاستقطاب والتجنيد لغير مصالح السودان وشعبه وكان رافضا للوصاية الأجنبية علي الشأن السوداني.كانت أوضاع المناضلين المادية في القاهرة وأسمرا في الحد الأدني ولذلك كثيرا ما يلجأ بعضهم الي الراحل الفريق عبدالرحمن للمساعدة فقد كان عنوانا للكرم لا يبخل عليهم بما عنده بل يقتسم معهم في بعض الاحيان قوت أسرته.ومن كرمه ان الفلوس كانت لا تعرف الاستقرار او الانتظار في جيبه يوزعها لمن يطلبها ولا يرد سائلا ولهذا السبب رحل من هذه الدنيا مستورا راضيا مرضيا عنه لم يكن مكتنزا للذهب أو الفضة ولا مالكا للابراج والناطحات والشركات سائرا علي نفس درب الرعيل الأول من رجالات الحركة الوطنية السودانية أمثال الزعماء محمد نورالدين ونصرالدين السيد ويحي الفضلي وخضر حمد واحمد السيد حمد الذين خرجوا من هذه الدنيا كما دخلوها وبعضهم خرج جثمانه من بيوت الايجار في الوقت الذي كانت السلطة والثروة تجري بين ايديهم.
آخر مرة شاهدت فيها الفقيد الفريق عبدالرحمن سعيد كان ذلك عبر شاشة التلفزيون أثناء ادلائه بشهادته في محاكمة مدبري انقلاب ٣٠ يونيو ٨٩ وحمدت الله أنه بخير وعافية محتفظا بكامل أناقته ووقاره ووعيه التام وفرحت برؤيته بعد انقطاع طويل وبادرت متصلا به هاتفيا بعد المحاكمة وسألته عن حاله وحال أسرته الكريمة وآخر أخباره وداعبته كما جرت العادة وضحكنا سويا ولامني لوما شديدا وقال لي لماذا لا أحد منكم يزورني فاعتذرت له انني خارج السودان منذ فترة ووعدته بزيارة بمجرد عودتي وكنا علي موعد ولكن القدر كان علي موعد آخر حرمنا من متعة اللقاء مع الفقيد الراحل الصديق العزيز الفريق عبدالرحمن سعيد.
أتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لرفيقة درب الراحل الفقيد وشريكة حياته صاحبة الفضل في تهيأة الظروف لنجاحه السيدة الفاضلة خالدة أبو شمة، والعزاء يمتد ليشمل أبنائه:حاتم وعمر وطارق وعبد الحليم،وأيمن وأشرف. والعزاء لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني وأعلم مدي العلاقة الأخوية القوية والثقة المتبادلة والاحترام الذي كان يربط بينه والفقيد العزيز، و البركة في أسرته الممتده وأهله وعشيرته كافة، وفي زملائه بالقوات المسلحة السودانية، وفي رفاقة بالتجمع الوطني الديمقراطي ،وفي أشقائه بالحزب الاتحادي الديمقراطي، وفي أهل السودان كافة .‏هذا الرجل من عظماء بلادنا فلو اننا استخدمنا كل محابرنا في نعيه لما أوفيناه حقه.سائلين الله العلي القدير ان يتقبله قبولا حسنا وان يحعله من أصحاب اليمين وان يجعل البركة في ذريته انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

بقلم: حاتم السر سكينجو المحامي