الاستاذ المحامي حاتم السر علي
الموقع الشخصي للأستاذ

وقفات حزينة مع الخليفة الدباغ. يوم رحيله!! بقلم : حاتم السر سكينجو المحامي

Share on facebook
الفيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on linkedin
لينكدإن
Share on whatsapp
الواتسآب

انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .لقد أحدث خبر وفاة *مولانا الخليفة الشيخ عبدالعزيز محمد الحسن* خطيب وامام مسجد مولانا السيد علي الميرغني الجامع بالخرطوم بحري بالنسبة لنا ولمن يعرفه صدمة شديدة ،وحزنًا كبيرًا ،فقد كان يرحمه الله عالمًا حجة ،صاحب مدرسة خاصة ومتفردة في الدعوة، لا يوجد لها مثيلًا، كانت تقوم علي الزهد والتقي، وتعمل علي تعميق الفهم الصحيح للدين الحنيف والشريعة الاسلامية السمحاء ،بدون افراط او تفريط .

كان شيخ عبدالعزيز عليه الرحمة مكرسا حياته لتحقيق ما يرضي الله ورسوله والعترة النبوية الشريفة ، وحذي في منهجه وطريقته ،حذو مشايخه وائمته من السادة المراغنة ، وسار سيرهم ولذلك حصد حب الناس ونال محبتهم.
وقد تميز عليه رحمة الله بالفضيلة والاخلاق الكريمة، والاحساس بالواجب الاجتماعي ، وكان بمثابة قناة الاتصال والتواصل، الرابطة بين خلفاء وأقطاب الطريقة الختمية، في كل أنحاء السودان. كما كان الفقيد يقف من خلف انجازات عديدة علي المستويين الوطني والديني .وبرحيله فقدت البلاد والطريقة الختمية، منارًا يهدي،وقمرًا ينير، ونبراساً يضيء،كما فقدت برحيله مجالس العلم ،بساحة مسجد مولانا السيد علي الميرغني، وبمسكنه بام درمان ،تلك المجالس التي كانت تفوح منها روائح الايمان وكانت قبلة ومقصدًا دائمآ لطلاب العلم فقدت هذه المجالس العالم الحجة، والداعية الرباني، الشيخ عبدالعزيز عليه رحمة الله .

لقد عاصرت وعايشت الفترة الصعبة والظروف القاسية، التي كان يعمل ويخدم في ظلها الشيخ عبدالعزيز، الدين والطريقة والشريعة الغراء، بعلمه وقلمه ولسانه وسلوكه الحسن الطيب وأخلاقه الفاضلة، وقد كنت قريبًا منه ورافقته في عدد من أسفاره في ولايات السودان المختلفة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي فرأيته مثالاً للورع والتقوى والزهد والعبادة ووقتها كان شابًا وبصحة جيدة.وبمرور الزمن وما ألحقه بالشيخ من علل وأمراض الا أنه رغم المعاناة كان لا يؤخر مجلسًا للعلم أو حلقة للذكر أو زيارة لمقام من مقامات الصوفية أو أداء شعائر الحج والعمرة . عاودته مؤخرا عند زيارته للقاهرة لمقابلة الاطباء وسمعت نصائحهم له بالخلود للراحة وعدم الحركة ورأيت كيف كان يحرص علي أداء أوراده وأذكاره واصراره علي استقبال ضيوفه واكرامهم والجلوس معهم رافضًا لتعليمات الأطباء .هذا نذر يسير من سيرة ومسيرة الشيخ عبدالعزيز محمد الحسن الذي رحل اليوم عن دنيانا الفانية سائلين الله تعالي أن يتقبله قبولا حسنا وان يغفر له ويرحمه رحمة واسعة وان يسكنه فسيح جناته الي جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ونرفع لمقام مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والسادة أنجاله الكرام وعموم السادة المراغنة تعازينا في وفاة الخليفة العابد الزاهد التقي النقي الشيخ عبدالعزيز محمد الحسن ونعزي أسرته الكريمة وأبنائه وبناته وتلاميذه وأحبابه وكل الختمية في هذا المصاب الجلل والفقد الكبير ونسأل الله الرحمة للفقيد وحسن العزاء والصبر للجميع
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

حاتم السر سكينجو
لندن الاثنين ٣ أكتوبر ٢٠٢٢م